يا غزة لن تموتي فطلابك قادمون


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا غزة لن تموتي فطلابك قادمون
يا غزة لن تموتي فطلابك قادمون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصراع بين دعاة الأصالة والمعاصرة

اذهب الى الأسفل

الصراع بين دعاة الأصالة والمعاصرة Empty الصراع بين دعاة الأصالة والمعاصرة

مُساهمة من طرف Admin الأحد مارس 27, 2011 9:00 pm

الصراع بين دعاة الأصالة والمعاصرة Empty الصراع بين دعاة الأصالة والمعاصرة


الصراع بين دعاة الأصالة والمعاصرة Empty


لقد شهدت الساحة
العربية توترات شديدةً بين ثنائيات عديدة مترادفات لمعنى واحد : التقليد
والتجديد ، المحافظة والتحديث ، الجمود والتحرر ، الرجعية والتقدمية ،
الأنا والآخر ، الداخل والخارج ، المحلي والعالمي ، القديم والجديد ،
التراث والحداثة، ومنها الأصالة والمعاصرة .
وجدت منذ عصر النهضة ـ
وتوجد الآن ـ في المجتمع العربي أقلية تدعو تصريحاً أو تلويحاً إلى تقليد
الغرب جملة وتفصيلا ، بهدف الخروج من وضعنا البئيس . إن بعضهم يفسر هذا
الميل بالقانون الاجتماعي الذي ذكره ابن خلدون ، القاضي بأن المغلوب مجبول
على تقليد الغالب في كل شيء .
إن أمتنا العربية على الصعيد الثقافي لا
تبدأ من العدم بل هي تستند إلى إرث ثقافي غني باذخ ، وما يشغلها الآن هو :
كيف توائم بين هذا التراث وبين متطلبات العصر الذي نعيش فيه . هل تتمسك
بالثقافة المتوارثة التي ألفتها أم تهجرها إلى ثقافة مستوردة ؟ خطران
يتهددانها لأنها إن تمسكت بالقديم مكتفية به عاشت خارج الزمان ، وإن تلبست
الجديد بلا روية عاشت خارج المكان .
إن هذه المشكلة قد شغلت العديد من
المفكرين والباحثين ، ولكن من الجلي أن الثقافة ليست في أكثر مكوناتها صيغة
جامدة لا تتغير ، بل هي نتاج بشري ينمو ويزداد عمقاً واتساعاً بجهود البشر
. فالثقافة العربية في عصر المعري ببلاد الشام وعصر ابن رشد في الأندلس
ليست الثقافة العربية في العصر الجاهلي أو صدر الإسلام أو العصر الأموي .
إننا
نستطيع أن نقدر للتراث قيمته ودوره في تكويننا النفسي والاجتماعي ونأخذ
منه ما تقتضيه حاجتنا اليوم ، وأن نقبل على الثقافة المعاصرة فنقتبس من
ثقافات الآخرين ما تحتاج إليه ثقافتنا لتحقق معاصرتها ومواكبة الثقافات
الأخرى ، ولاسيما في ميدان العلوم والتقانة والتقنية والعلوم المستحدثة في
السنوات الخمسين الأخيرة ، فالمواءمة بين الموروث والجديد يحفظ للأمة
هويتها ويجدد طاقتها على النماء والتطور .
أجل إن الثقافة العربية هي
إحدى الثقافات الكبرى في تاريخ البشرية ، وهي مؤهلة اليوم لاستئناف دورها
حاضنة لقيم الخير والعدالة والمساواة والمحبة والسلام ونابذة كل ما يشوه
الإنسان من صور الشر والجور والعنصرية والظلم ، وذلك من خلال صيغة مركبة
متحركة متطورة لا تتنكر للأمس الغابر ولا تغمض العين عن متطلبات اليوم
والغد .
هكذا يوجد على الساحة العربية تياران يتفقان في الهدف ،محو
التخلف ، ويفترقان في الأسلوب : الأصالة بالمحافظة على الموروث،أم النبوغ
في إطار التراث الإنساني المشترك ؟
كان التيار الأول يمثل القديم الموروث في ثباته وشموخه ، وكان التيار الآخر يمثل الجديد الوافد في بريقه وإغرائه .
ولا
ريب : أنه وجد غلاة في كلا الفريقين . ففي مقابل الذين يريدون تجديد
الكعبة والشمس والقمر ، وجد الجامدون على كل قديم ، الذين يريدون أن يوقفوا
حركة الفلك وسير التاريخ ، شعارهم : ليس في الإمكان أبدع مما كان ! وضاع
الوسط بينهما حتى قال محمد كرد علي : نسينا القديم ، ولم نتعلم الجديد .
إنها
ثنائية مقبولة إذا أعطيت الكلمة حقها من الفهم والتحليل ، وهي ثنائية
التكامل ، لا ثنائية التضاد والتقابل ، وقد أحسن د. عبد المعطي الدالاتي
صياغتها بقوله : " لن تمتد أغصاننا في العصر حتى نعمق جذورنا في التراث



Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 647
نقاط : 1469
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 09/12/2010
العمر : 37

https://tolabo-ghaza.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى