محمد صلى الله عليه وسلم

كوني شفيعي عند حبيبي

تذكرت هجرتك يا حبيب من مكة إلى المدينة , وتخيلت الناس وهم يتلقون خبر هجرتك
, ويترقبون قدومك , ثم ما إن ظهرت لهم حتى خرجوا مهللين يستقبلون حبيب قلوبهم , ومنير دروبهم , ودليلهم إلى الفلاح .
خلت أخبارا تسربت في مدينتي التي أعيش فيها اليوم , تقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي , أقشعر بدني , وصرت فيه رجفة
لا أعرف ماهيتها , هل هي الخوف من لقائك لتقصيري , أم شوق اعتمل في القلب لسنوات عمر بأكمله فخرج عند سماع اسمك يثور
في جسدي , أم لا هذا ولا ذاك , بل هو شعور الخزي من وضع أمتك يا حبيب , خزي من أن ترى حالنا اليوم فتبكي أصحابك وتقول أين أنتم عني , فلا تحبنا كما أحببتهم , ولا ترضى عنا كما رضيت عنهم , وتتمنى لو أنك ما لقيتنا , ولا رأيت هذا الحال المزري لأمتك التي لطالما فاخرت بها الأمم .
هل أخرج لأترقب مجيئك , أم أختبئ في بيتي خجلا منك , وقد تمنيت لو أني ما كنت , تجلدني سياط الشوق إليك , وتصرخ روحي في الأعماق أن حرريني , فإن لم تذهب سأذهب لأرى الحبيب , سأذهب لأحوم حوله كفراشة تحوم حول منبع النور .
كم سيحتمل قلبي ضرباته المتسارعة , وقرعه الذي يدوي في أعماقي , معلنا أن فيه حبا فائضا ما عاد يقدر على احتماله .
يا حبيبي يا رسول الله , خلت نفسي خرجت ولم أطق الجلوس في بيتي , أطوي المسافات جريا كي أكون أول الواصلين لاستقبالك , آملا أن أرمي نفسي في أحضانك , وأخبئ وجهي عنك فلا تراني خجلا منك , باكيا على صدرك الحاني , أشكو إليك غربتي عنك التي طالت كثيرا , وشوقي إليك الذي كوى قلبا كان قاحلا لولا أن عمره حبك فصار جنة , وأقسم عليك أن لا تتركني هنا , وأن تأخذني معك حيث ذهبت فلا طاقة لي بعد اليوم ببعدك .
ثم خلتك يا حبيب عند رؤيتي , وتساءلت , هل ستبتسم إذا نظرت إلي وعرفتني , أم ستعبس في وجهي , أم ستشيح بوجهك بعيدا عني لا تريد أن تراني , خلت هذا فسقطت الدمعات حرى تلسع وجنتي , وأنا أقسم عليك في نفسي أن لا تفعل ذلك , خلت هذا وغرقت في بحر أحزان تعصف بي أمواجه وتجذبني إلى قاعه صارخة بي , إنه لا يحبك , لا يريد رؤيتك , وأنا أصرخ وأناديك , أحبك يا رسول الله , أحبك يا رسول الله واشهد على ذلك حتى لو لم تحبني .

أفقت من مشهدي الذي تخيلته , وقد غشت الدموع عيني فلا أكاد أرى من خلفها إلا خيالات غرفتي الصغيرة , فأخذت ورقة وكتبت عليها :
" كوني شفيعي عند حبيبي
أحبك يا رسول الله , أحبك حتى إن لم تحبني , وأشهد الله على ذلك

منقول

يا جماعة أنا لا أريد ثناءا هنا من أحد على هذه الكلمات ولكن أريد من كل واحد منكم أن يكتب كلمات هنا للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يعبر فيها عن كل ما يختلج صدره اتجاهه
تكتبونك فيها أفراحكم وآهاتكم بلقياه

فأرجوكم أن لا تبخلوا بكتاباتكم لعل هذه الصفحة وهذه المواضيع ترقق قلوبنا وتقربنا من حبيبنا صلى الله عليه وسلم