ربّ ابن لي عندك بيتا في الجنة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أحببت أيتها الأخوات الكريمات أن أعرض عليكن شخصية إسلامية جاء ذكرها في القرآن الكريم و هي من نساء أهل الجنة سيدتنا أسية عليها السلام، عن أبي موسى الأشعري قال‏؛‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[[ ‏كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائرالطعام‏]] الصحيحين وغيرهما..
فآسية التي نتحدّث عنها اليوم هي إحدى تلك السيدات العظيمات الكاملات .. وكانت ملكة بنت ملوك حكموا وسادوا على مدى عصور طويلة ..

ترى من هي عهذه المرأة العطيمة و ماهو فضلها و عمها المميز حتى جاء ذكرها بهذا الشكل
السيدة أسية رضي الله عنها هي بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد الذي كان فرعون مصر في زمن النبي يوسف‏ عليه السلام.‏
وهي التي كفلت نبي الله موسى كليم الرحمن ، فرعته وربّته وحمته من بطش فرعون عدو الله ومن مكر وحسد الوثنيين والملحدين .. وكان فرعون قد رأى في منامه كأنّ ناراً قد أقبلت من نحو بيت المقدس، فأحرقت دور مصر وجميع القبط، ولم تضر بني إسرائيل.. فلمّا إستيقظ هاله ذلك، فجمع الكهنة والحزأة،والسحرة، وسألهم عن ذلك؟؟؟فقالوا‏:‏ هذا غلام يولد من بني إسرائيل، يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه.. فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك النسوان‏، وإحترز كل الإحتراز أن لا يوجد موسى ، حتى جعل رجالاً وقوابل يدورون على الحبالى، ويعلمون ميقات وضعهن، فلا تلد إمرأة ذكراً إلا ذبحه أولئك الذبّاحون من ساعته‏.‏
وكأن القدر يقول‏ به:‏ (( يا أيها الملك الجبّار، المغرور بكثرة جنوده، وسلطة بأسه، واتساع سلطانه..
*) قد حكم العظيم الذي لا يغالب ولا يمانع، ولا يخالف أقداره،
*) أن هذا المولود الذي تحترّز منه، وقد قتلت بسببه من النفوس ما لا يعد ولا يحصى،
*) لا يكون مرباه إلا في دارك، وعلى فراشك،
*) ولا يغذّى إلا بطعامك وشرابك في منزلك، وأنت الذي تتبنّاه وتربّيه وتتعدّاه، ولا تطّلع على سرّ معناه‏.‏.
*) ثم يكون هلاكك في دنياك وأخراك، على يديه ،لمخالفتك ما جاءك به من الحقّ المبين، وتكذيبك ما أوحى إليه،
*) لتعلم أنت وسائر الخلق أن ربّ السموات والأرض هو الفعّال لما يريد، وأنه هو القوي الشديد، ذو البأس العظيم، والحول والقوّة والمشيئة، التي لا مردّ لها )).
لقد تربى سيدنا موى في بيت فرعون الذي أعدم الكثير من النفوس البريئة بسبب طمعه و جشعه و كفره و قامت باحتضان سيدنا موسى السيدة أسيا زوج فرعون هذه الآخيرة التي آمنت بدعوة موسى و استجبت مع الفئة المؤمنة إلى نداء الله تعالى و جاء ذكرها في القرآن الكرين أين ضرب الله بها مثلا ي التقوى و الإيمان و مثالا للنساء و نموذج للإقتداء به هي التي قالت - ربّ ابن لي عندك بيتا في الجنة -
لما اكتشف فرعون أمر إيمانها و اتباعها لنبي الله موسى عليه السلام راح يتفنن في تعذيبها فخرج على الملأ وقال لهم: ما تعلمون من آسية ؟ أثنوا عليها خيرا.. فقال لهم: إنها تعبد ربّا غيري.. فقالوا له: إقتلها..فأوتد لها أوتادا وشدّ يديها ورجليها,
فقالت: { ربّ ابن لي عندك بيتا في الجنة }, فإستجاب الرحمان طلبها .. وأرتها الملائكة بيتها في الجنة.. فضحكت حين رأته .. فتعجّب فرعون وقال ( ألا تعجبون من جنونها إنّا نعذّبها وهي تضحك!)).. وكانت تعذّب بالشمس وقد سمّر يديها ورجليها ، ووضع على ظهرها رحى (أي حجر المطحنة).. فكان إذا أذاها حرّ الشمس أظلتها الملائكة بأجنحتها. ولما طلبت النجدة من أرحم الراحمين وقالت : {وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ** نجّاها الله وقبض روحها الطاهرة وهي سعيدة وقريرة العين ومستبشرة بما أكرمها وأنعم عليها من عظيم رضاه وجميل نعيمه..فرضي الله عنها وأرضاها .. فما أعظمها من سيدة كاملة الإيمان والثقة بالله تعالى وكاملة الأوصاف أيضا.

واستغفر الله العظيم فنعتبر يأولي النهى و أحباب حواريو الدعوة و التغير
هي عبرة لنا فلنعتبر أخواتي الفضليات
مع الله قبل حياتي و فيها و ما بعدها عند سكنى الحفر
أختكم أم سلمى