يا غزة لن تموتي فطلابك قادمون


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا غزة لن تموتي فطلابك قادمون
يا غزة لن تموتي فطلابك قادمون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

« الفكر القومي العربي والهويه

اذهب الى الأسفل

« الفكر القومي العربي والهويه  Empty « الفكر القومي العربي والهويه

مُساهمة من طرف Admin الجمعة أبريل 01, 2011 8:44 pm

[td style="PADDING-RIGHT: 5px; PADDING-LEFT: 0px; PADDING-BOTTOM: 5px; WIDTH: 57px; PADDING-TOP: 3px" valign="top"][/td][td style="PADDING-RIGHT: 5px; PADDING-LEFT: 0pt; PADDING-BOTTOM: 5px; PADDING-TOP: 5px" valign="top"]: »

قبل ربع قرن من الزمن تساءل المفكر القومي عفيف البوني(1): " ما الحاجة للكتابة عن الهوية القومية العربية في هذا الظرف التاريخي بالذات ؟ وأجاب على هذا السؤال بأن موجة من التشكيك في وجود "هوية قومية عربية واحدة" يشترك فيها سكان الوطن العربي ، هي الدافع لهذه الكتابة . وتتجسد موجة التشكيك هذه في شعار "الخصوصيات القطرية" و"الهويات الإقليمية والدينية الآثنية والجغرافية". وأن العداء لوحدة الهوية العربية يعد مرحلة لتبرير التراجع عن هدف الوحدة العربية . وإذا كان مبعث حملة التشكيك في الهوية القومية قبل ربع قرن من الزمن حالة التردي والتشتت التي عاشتها الأمة العربية بعد حرب حزيران 1967،فإن حالة الأمة في مطلع القرن الحادي والعشرين الذي شهد عودة الاستعمار الغربي إلى الوطن العربي بإقامة القواعد العسكرية في بعض أقطاره ، وغزو العراق واحتلال أراضيه في ربيع 2003، ونشر الرعب والفوضى في مدنه وقراه وغزو لبنان في تموز 2006، والمذابح المتواصلة في فلسطين على يد الصهاينة وبدعم من الولايات المتحدة، وما تعانيه من آثار سلبية للعولمة بمختلف أشكالها ، تستدعي بالضرورة الكتابة في الهوية القومية العربية سعيا إلى ترسيخها في أذهان الاجيال الحاضرة والناشئة .
صحيح أن عجز العرب حكاما وشعوبا عن تحقيق وحدتهم القومية ، وتراجع المد القومي العربي منذ حزيران 1967، وحالة التردي والتفكك في التضامن العربي ، قد شجعت العديد من الكتاب والمفكرين العرب على التشكيك في الهوية القومية العربية ، وانتشار دعوات الاستسلام والتيئيس . كما أن ظهور هذا التيار الفكري المعادي لمروع النهوض العربي يفرض علينا التصدي له من جهة ، وإعادة النظر في مشروع النهضة العربية بروح نقدية ، وترسيخ وحدة الهوية القومية العربية لأمتنا ، لأننا بذلك نحافظ على سلامة التراب الوطني لكل قطر عربي ، ونقي الوطن العربي من أخطار الغزو الأجبني والتفتت الداخلي .








ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عفيف البوني، في الهوية القومية العربية، في المستقبل العربي ، بيروت العدد(57) تشرين الثاني/نوفمبر1983،ص4 .

ما هية الهوية القومية :
قبل أن يتساءل عفيف البوني عن الحاجة للكتابة عن الهوية القومية العربية ، تساءل المفكر القومي نديم البيطار سنة 1982: "هل هناك هوية قومية ؟ أين نجد قواعدها ؟ كيف يمكن تحديدها وادراكها ؟ وهل هناك حقا هوية نفسية ــــ عقلية ذات تركيب ثابت يفرض ذاته على شتى جوانبه الثقافية والقومية ويكونها في صورته ؟ وهل يمكن الملاحظة الموضوعية لأية هوية قومية عربية ، أم هل هي صورة ذهنية في عقل الباحث فقط؟ وهل تشكل هوية أي شعب أو امة كلاًًًًًًَََُ منسجماَ ، أم هي تنطوي على تناقضات لا يمكن لأي مركب أعلى ((Synthesis أن يقدم حلا لها أو يتجاوزها؟ وما هي علاقة ذلك بالمستقبل العربي؟"
يرى البيطار أن الموضوع مهم بالنسبة للعرب في نضالهم " نحو تجديد جذري للحياة العربية وبناء إنسان عربي جديد " لأن " الكيفية التي نحدد بها هويتنا تمارس دورا أساسيا في هذا النضال وفي الاتجاه الذي يتبلور فيه " . ويصر البيطار على ضرورة دراسة هذا الموضوع دراسة علمية(2) .
ولا بد في البداية من ملاحظة أن معظم المفكرين والكتاب القوميين قلما يميزون بين الهوية القومية والشخصية القومية أو الذاتية القومية ، ويرون أنها الشيء نفسه. وهذا ما نلاحظه في أبحاث الملتقى الأول للجامعيين التونسيين والمصريين الذي نظم من قبل مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية في الجامعة التونسية بالإشتراك مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ القاهرة ، وعقد في العاصمة التونسية بين 12 و 17 نيسان / أبريل 1978 تحت عنوان : الذاتية العربية بين الوحدة والتنوع "(3) . ويرجع الباحثون في هذا الملتقى إلى المفكرين الغربيين لتعريف الهوية القومية أمثال مارغريت ميد)4)Margaret Mead . و . ترهون (5)K.W.Terhune . وهاريداس موزومدار )6)Haridas T. Muzumdare





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) نديم البيطار : حدود الهوية القومية ، نقد عام ، بيسان للنشر والتوزيع والإعلام ، بيروت 2002،ص7 .
(3) الذاتية العربية بين الوحدة والتنوع ، سلسلة الدراسات الاجتماعية (4)، مطبعة الاتحاد العام التونسي للشغل ، تونس ،مارس 1979.
(4) Margaret Mead, National Character and the Sciences of Anthropology The Free Press ofGlencoe, New York, 1967.
(5) W.K.Terhune, from national character to national behavior A reformation . in "The Journal of conflict Resolution. Vol .14, no2, july 1970
(6) Hardias T.Muzumdare, The Grammer of sociology, Asia publishing House , Delhi,1973





وديفيد سنجرDavid Singer (7) , وموريس جينزبرغMorris Ginsberg(Cool, وروبرت أندلمان Robert Endleman(9), وهانز سيبالد Hans Sebald(10), وجويل كارمايكل Joel Charmicheal(11), وموروبيرغرMorroe Berger (12)، ويذهب هؤلاء الباحثون إلى ان الشخصية القومية هي "السمات النفسية والاجتماعية والحضارية للأمة والتي تتصف بثبات نسبي ، هي انعكاس للواقع الاجتماعي والاقتصادي والتاريخي للمجتمع" (13)


مناهج دراسة الهوية القومية :
سار الباحثون العرب على المناهج الغربية في دراسة الهوية أو الشخصية القومية العربية ، فمنهم من اتبع المنهج التحليلي القائم على دراسة مدى تكرار بعض السمات بين أعضاء مجتمع ما بالتركيز على الشخصية المنوالية Modal Personality والذي ينسب إلى رالف لينتون Ralph Linton(14)، أمثال جابر عبد الحميد جابر (15), وكمال دسوقي(16)،


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(7) David T.Muzumdare, Human behavior and international politics, R. and Monally and Co . New York ,1968.
(Cool Morris Ginsberg ,The psychology if society methune and Co.London,1966
(9) Rober Endleman, personality and Social Life , Random House. New York, 1967
(10) Hans Sebald , studying national character through comparative content analysis in "social forces , No. 1 40 no . 2 April 1962.
(11) Joel Charmicheal .The shaping of the Arab : A study in Ethnic Identity . London ,1969
(12) Morroe Berger . the Arab world today ,London ,1962.
(13) نادية سالم : الشخصية القومية بين الدراسات الوصفية والدرايات التجريبية ، "في الذاتية العربية بين الوحدة والتنوع ,ص25-48"ز
(14) Ralph Linton, The Cultural background of personality , Routledge and Kegan Paul , London ,1968
(15) جابر عبد الحميد جابر : الشخصية المصرية والشخصية العراقية : في المجلة الاجتماعية القومية , المجلد 5 العدد3 , سبتمبر1968 ص235-249
(16) كمال دسوقي : دراسة استطلاعية في الشخصية السودانية, في قراءات في علم النفس الاجتماعي في البلاد العربية, الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر , القاهرة 1973, ص525.


ومنهم من اتبع النهج البنائي في دراسة الشخصية القومية العربية ,وينسب هذا المنهج إلى أبرام كاردينرAbram kardiner(1893-1981)(17),ويقوم على دراسة السمات التي تشكل الشخصية التي تشترك فيها غالبية أعضاء مجتمع معين نتيجة للخبرات التي اشتركوا فيها معا.ومن الباحثين العرب الذي اتبعوا هذا المنهج حامد عمار في كتابه" في بناء البشر"(18)ومنهم من اتبع المنهج الملي الذي يعتبر الشخصية القومية انعكاسا لسلوك دائم للأمة , ويمن التعرف على هذا السلوك من خلال دراسة مضمون الأدب والفلسفة والقوانين والدساتير والقيم والمعتقدات والاتجاهات ومن خلال التحليل النفسي لبعض الأمراض النفسية ,وينسب هذا المنهج إلى كل من بول لازر سفيلد Paul Lazarsfeld(1901-1976) واليهو كاتز
)19) Elihu Katzوسار على هذا النهج على احمد عسى(20) وسيد عويس(21) . ومنهم من تبنى الطابع الاجتماعي الذي ينسب إلى عالم النفس الأمريكي اريل فروم Eeich Fromm(22)الذي يعتبر الطابع الاجتماعي النواة التي ينهض على أساسها بناء الطابع الذي يشترك فيه غالبية الأفراد الذين ينتمون إلى ثقافة ما.ويبنى هذا





ـــــــــــــــــــــــــ
(17) Abram Kardiner , The psychological frontiers of society ,Columbia University Press New York ,1945
(18) حامد عمار : في بناء البشر مركز تنمية المجمع في العالم العربي – سرس الليان القاهرة 1964.
(19) paul lazarsfeld and Elihu Katz personal Influence : The part played by people in the flow of mass Communi ations , free press NEW YORK 1955
(20) علي أحمد عيسى: وحدة اللغة والآداب الشعبية في شعوب شمال افريقيا وتأثيرها في السلوك الانساني في "قراءات في علم النفس الاجتماعي , مرجع سابق , ص143-164.
(21) سيد عويس : الخلود في التراث الثقافي المصري , دار المعارف , القاهرة , 1966.
(22) Erich fromm ,The sane society , Fitzhinry and Whiteside Ltd . Canada ,1955.

النهج السيد يسين (23) . الذي يرى ان هناك "شخصية عربية تعبر عن أمة عربية واحدة .وتقوم هذه الشخصية على دعامتين أساسيتين هما:نمط اساسي للإنتاج نما وتطور في البلاد العربية كلها وفق مراحل متشابهة ,وبناء فوقي واحد أبرز عناصره:الخبرة التاريخية المشتركة واللغة العربية والتراث الثقافي المشترك(24) .ويسمى السيد يسين هذه العناصر بالنسق الرئيسي بينما يسمي الشخصيات القطرية (الإقليمية)الأنساق الفرعية .

واستند باحثون عرب آخرون إلى رأي الفيلسوف الفرنسي إميل دور كهايم Emile Durkheim(1858-1917)في تناوله للشخصية القومية .فهو يرى أن هذه الشخصية تتكون نتجية تفاعل العناصر البيئية المؤسسة للوجود الاجتماعي وانعكاس لملامح الضميرأو العقل الجمعي. وأنها تحتوي على خصائص أثر شمولا من الشخصية الفردية، إن كانت الأخيرة تحتوي على بعض خصائص الأولى ,وأنها قد تحتوي على العديد من السمات المتباينة,لأنها تعكس كل خصائص مفرداتها الواقعية .ويقل هذا التباين
أو يزيد بمدى النضج الذي يحققه المجتمع(25) .واستند آخرون إلى النموذج المثالي للشخصية القومية الذي صاغه عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر Max Weber(1881-1961).ونموذج فيبر هذا لا صلة له بالواقع ,وليس متوسطا (average ), وليس صياغة لمجموعة من السمات الواقعية





ــــــــــــــــــــ
(23) السيد يسين : الشخصية العربية بين المفهوم الإسرائيلي والمفهوم العربي و مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية القاهرة 1973 .
(24) السيد يسين :الشخصية العربية : النسق الرئيسي والأنساق الفرعية في الذاتية العربية بين الوحدة والتنوع , مرجع سابق . ص 172-173.
(25) علي محمد ليلة : الشخصية المصرية: عواملها وملامحها , في " الذ1اتية العربية بين الوحدة والتنوع , مرجع سابق, ص128-129.
السائدة بين مجموعة من المفردات الواقعية، بل هو تحديد لأكثر السمات والخصائص أساسية. ويرى فيبر إن اختيار سمة أو عنصر معين في بناء النموذج المثالي يتم إذا لم تتناقض هذه السمة والمعرفة العلمية. و يقسم فيبر الشخصية القومية إلى ثلاثة أنماط هي:الشخصية العقلانية، والشخصية التقليدية، والشخصية العاطفية. وينسب البروتستانت إلى الأولى ويعزو إليهم إنشاء النظام الرأسمالي(26). وأرى في هذا التقسيم وضوح النزعة الاستعلائية والمركزية الأوروبية التي تنسب التقدم إلى العرق الأبيض الأنكو
ساكسوني ومعتقداته الدينية.
لقد أشار محمد مزالي ،وزير التربية الوطنية التونسي ورئيس وزراء تونس الأسبق ، إلى تأثر المثقفين و الباحثين العرب بالمدارس الفكرية الغربية و اختلافهم فيما بينهم باختلاف هذه المدارس في اتجاهاتهم الثقافية و الفلسفية و السياسية ، مما أدى إلى تشويه الشخصية العربية الإسلامية . ودعا الباحثين العرب في افتتاحه الملتقى الأول للجامعين التونسيين و المصريين سنة 1978 ، إلى تحديد مفهوم الذات العربية الإسلامية ومعنى التعدد أو التنوع فيها . ورأى أن أهم العناصر المكونة للهوية العربية هي اللغة العربية والإسلام باعتباره عقيدة وحضارة(27).














ـــــــــــــــــــــــــ
(26) المرجع نفسه , ص192-130 .
(27) محمد مزالي : كلمة افتتاح الملتقى الأول للجامعيين المصريين التونسيين , في " الذاتية العربية بين الوحدة والتنوع , مرجع سابق" , ص9 , 12 و 17-18


ومن الجدير بالذكر أن ملاحظة مزالي صائبة ,فالباحثون العرب ، بوجه عام، كثيرا ما يلجأون إلى النظريات الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية الغربية ،التي وضعت أصلا لدراسة المجتمعات الغربية، من أجل دراسة المجتمع العربي ، وينسون أو يتجاهلون أن المجتمعات الغربية تختلف في بنياتها و تطورها وقيمها وحضارتها عن المجتمع العربي ، وأن على الباحثين العرب الإفادة من المنهج العلمي الغربي ، دون الأخذ بالنظريات التي وضعت لدراسة المجتمعات الغربية. ومن واجب المفكرين والباحثين العرب استنباط الأساليب والمناهج والنظريات لدراسة مجتمعهم وتطوره ، وأن لا يبقوا على الفكر الغربي ومجرد مقلدين لمنظريه ومفكريه.

المفهوم السوسيولوجي التاريخي للهوية القومية

لقد نحا نديم البيطار منحىً سليماً حينما عرض لمختلف آراء المفكرين و الفلاسفة الغربيين في الهوية القومية ، وفرق بين مفهومين لها هما :المفهوم الميتافيزيقي أو المثالي والمفهوم السوسيولوجي التاريخي .فالمفهوم الأول يقوم على وجود جوهر قومي صلبي أو عوامل ثابتة كالجغرافيا والغريزة والطبيعية الإنسانية والعرق تحدد في مجموعها هوية الأمة .وفند هذا المفهوم مبيناً تعارضه مع العلم والواقع. ووجه نقده العلمي للقائلين به من المفكرين الغربيين أمثال الشاعر الألماني هاينريش هاينهheinrinch heine (1797ـ1856)















والشاعران الإنكليزي جورج ميريديث George Meredith(1828-1903) وماثيو أرنولد Mathew Arnold (1823-1888) الذين تحدثوا عن " الروح العسكرية الألمانية" ووجه نقدا مماثلا للقائلين بهويات أو عقليات متناقضة تتسم بها بعض الأمم الأوربية الأخرى مثل اعتبار الإنكليز نموذج الانسان العملي , والفرنسي الانسان العقلاني , والاسباني الانسان الحماسي . ومن هؤلاء المفكرين سلفادور دوما دارياغا Salvador de Madariaga (28) وبول هازارد Paul Hazard (29) ول . برزيني L.Barzibi (30).
انتقد البيطار أيضا المستشرق البريطاني هاملتون إلكسندر جيبHamilton Alexander Gibb في كتابه: " الاتجاهات الحديثة في الاسلام " الصادر سنة 1974 , الذي وصف العقل العربي سواء في علاقته بالعالم الخارجي أو علاقته بسياق الفكر بأنه " لا يستطيع التخلص من شعوره الحاد بانفصالية الأحداث الحسية وفرديتها . هذا يفسر نفور المسلمين من سياق العقلانية الفكري . وهذا لا يرجع إلى ظلامية الفقهاء المسلمين بل إلى ما يميز الخيال العربي من تذرر atomism وتفردية discreteness (31) وبين بلان هذا الرأي , باعتباره مفهوما ميتافيزيقيا لا يصمد أمام تاريخ العلوم .












ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(28)S.de Madariaga , Englishmen , Frenchmen and Spaniards , Ford University Press, U S A ,1928.
(29) P.Hazard, The European Mind 1680- 1715, Meridian Books ,London ,1964.
(30) L.Barzin , Eurocommunism, Universe Books London, 1978.
(31) نديم البيطار : حدود الهوية القومية, مرع سابق ص 91.


وفند البيطار النظريات الغربية التي اعتمدت البيولوجيا في وصف الهوية القومية لأمة من الأمم , وتلك التي استندت
إلى الجغرافيا وعلم النفس (32).
أما المفهوم السوسيولوجي التاريخي الذي تبناه البيطار في تعريف الهوية القومية وتحديد عناصرها فيرى أن " الهوية القومية تعني طرق تفكير وشعور وسلوك متماثلة مهيمنة نسبيا و وتتغير نع حركة التاريخ وتحولاتها الجذرية ". فهي" هوية نسبية تاريخية يحققها شعب ما عن طريق تفاعل أو علاقته الديالكتيكية مع التاريخ ". فالتاريخ , في نظره , هو الذي يشكل الهوية القومية من خلال انتقال التراث الاجتماعي الثقافي من جيل إلى جيل (33). وينكر البيطار أن يكون للغو دور في صناعة الهوية القومية (34),متجاهلا كون اللغة الوعاء للمخزون الثقافي للأمة , وباعتبارها تنمو وتتسع مع تطور الأمة وتقدمها العلمي والتقني .
لا يختلف عفيف البوني كثيرا عن نديم البيطار في تعريفه للهوية العربية وتحديد عناصرها . فهو يرى أن "الأمة ظاهرة اجتماعية تربط بينها روابط مشتركة كاللغة والتاريخ والثقافة والأرض . وهذه الروابط تخلق بفعل الاستمرارية والصيرورة التاريخية ملامح شخصية قومية واحدة , وهذا يقود إلى بورز عنصر الوعي والاعتزاز بهذا الانتماء في الضمير الجماعي والوجدان الشعبي لكل أفراد الأمة " . والأمة العربية ,في نظره , هي الصياغة التاريخية للهوية العربية خلال العصر الحديث, ووجودها وتشلها منذ زمان "رافق




ـــــــــــــــــــــــــــــ
(32)المرجع نفسه,ص157-186.
(33)المرجع نفسه,ص13-14.
(34)المرجع نفسه,ص223.


وتزامن مع تشكل الهوية القومية " . ويؤكد البوني حقيقة وجود الأمة العربية والهوية القومية العربية على الرغم من حالة التجزئة السياسية القائمة . ويعبر عن خشيته على الهوية العربية من التلاشي والتهميش , في غياب الوحدة أو التكامل العربي(35).
يتفق محمد عابد الجابري مع البيطار والبوني على أن الهوية القومية ليست جوهرا ثابتا وإنما هي شيء يتشكل ويصير عبر التاريخ . والعروبة , في نظره, نزوع نحو تعزيز الوحدة الثقافية العربية القائمة بوحدة اقتصادية ونوع ما من الوحدة السياسية (36). وتتبع الجابري مضمون كلمتي "عرب" و "عروبة" المرتبط بالنهضة العربية الحديثة مؤكدا أنهما لم ينتشرا إلا بعد منتصف القرن التاسع عشر في المشرق العربي , وأن مفهوم العروبة قد تحدد بالعلاقة مع الآخر التركي مع الحاكم في المشرق العربي , بينما كان الإسلام يحدد العلاقة مع الآخر الاستعماري الأوربي في المغرب العربي . وفد استعمل العروبة والإسلام كأداة لتحر الدفاع عن هوية عرب المشرق والمغرب لحمايتها . ولخلو الأقطار المغربية من التعددية الدينية , لأن يع السكان مسلمون سنيون مالكيون , فقد كانت " العروبة والإسلام يحيلان إلى شيء واحد هو الهوية الوطنية" . ويوافق العابدي ميشيل عفلق , مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي , في أن إعادة بعث الأمة العربية لا يمن أن يتم بدون ربط


Afficher le document

[/td]
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 647
نقاط : 1469
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 09/12/2010
العمر : 37

https://tolabo-ghaza.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى