يا غزة لن تموتي فطلابك قادمون


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

يا غزة لن تموتي فطلابك قادمون
يا غزة لن تموتي فطلابك قادمون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

درس لطلبة علم النفس

اذهب الى الأسفل

درس لطلبة علم النفس Empty درس لطلبة علم النفس

مُساهمة من طرف Admin الخميس فبراير 17, 2011 4:28 pm

المنتدى : حوار المرأة والطفل
الاضطرابات النفسية ذات الشكل الجسدي



الاضطرابات النفسية ذات الشكل الجسدي




نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة


كثيراً ما تعجز المرأة عن توصيل معاناتها النفسية إلى من حولها إما لأنها لا تستطيع التعبير عن مشاعرها وآلامها وإما بسبب عدم اعتراف المحيطين بها بمسألة المشاعر والشكوى النفسية ، ففي المجتمعات البدائية والتقليدية يعتبر الناس الشكوى النفسية ضعف إرادة أو ضعف إيمان أو خللاً في الشخصية ، وهذا لا يتوقف حدوثه عند عامة الناس بل نجده عند كثير من الأطباء في التخصصات المختلفة وعند الصيادلة ، حيث أن هذه الفئات لم تدرس الأمراض النفسية بشكل مناسب في كليات الطب ولذلك تجهل طبيعتها وأهميتها وعلاجها ، والإنسان عدو ما يجهله ، لذلك يرفضون بشكل مباشر أو غير مباشر الشكوى النفسية من المريضة ويقللون من شأنها بل وكثيراً ما يمنعونها من استشارة الطبيب النفسي ويحذرونها من الدخول فيما يسمونه "متاهات المرض النفسي والأدوية النفسية" على اعتقاد خاطئ منهم أن الأدوية النفسية مجرد مخدرات ومنومات وأن العلاج النفسي غير ناجح . هذه المعتقدات غير الصحيحة لدى العامة ولدى نسبة كبيرة من الأطباء والصيادلة تؤخر علاج كثير من الحالات وتجعل المريضة تدور في حلقات مفرغة وتتناول عقاقير ليس لها علاقة بمرضها وتعاني من أعراضها الجانبية وتيأس من الشفاء والأطباء .


وإذا أضفنا إلى ذلك الوصمة المرتبطة بالذهاب للطبيب النفسي وارتباط ذلك بالجنون عند العامة فإن ذلك يضيف حاجزاً آخر يحول بين المريضة وبين العلاج المناسب لمعاناتها الحقيقة ، ويفسر لنا لماذا تعبر المرأة عن معاناتها النفسية بواسطة أعضاء جسدها .

والاضطرابات جسدية الشكل (SomatoformDisorders) تأخذ أشكالاً مختلفة نذكر منها :-

1-اضطراب الجسدنة : وفيها تأتي المريضة بتاريخ طويل من الشكاوي الجسدية المتعددة والتي ترجع بدايتها إلى ما قبل سن الثلاثين ، وخلال هذه السنوات نجد الأعراض التالية :

أربعة أعراض ألم : فمثلاً تشكو المريضة بآلام في الرأس أو البطن أو الظهر أو المفاصل أو الأطراف أو الصدر أو آلام أثناء الدورة الشهرية أو أثناء العلاقة الجنسية أو أثناء التبول .

عرضين في الجهاز الهضمي: غثيان ، انتفاخ ، قيء ، اسهال ، عدم التحمل لأنواع مختلفة من الطعام .

عرض جنسي : مثل اللامبالاة بالجنس ، عدم انتظام في الدورة الشهرية ، كثر النزف أثناء الدورة الشهرية ، القيء طوال فترة الحمل .

عرض عصبي كاذب .

وبإجراء الكشف الطبي وعمل الفحوصات اللازمة لا نجد خلف هذه الأعراض أي اضطرابات عضوية .

2-اضطراب جسدي الشكل غير مميز :حيث تشكو المريضة هنا بعرض جسماني أو أكثر لمدة لا تقل عن ستة شهور مثل الشعور بالتعب ، فقد الشهية للطعام ، شكاوي من الجهاز الهضمي أو الجهاز البولي .

3-الاضطراب التحولي :وفيه تأتي المريضة بصورة اضطرابات في الجهاز الحركي أو الجهاز الحسي بما يوهم بأن هناك مرضاً عصبياً كالشلل أو التشنجات أو فقد النطق أو فقد السمع أو فقد البصر ..الخ .

وبالكشف الدقيق وعمل الفحوص اللازمة يتضح عدم وجود أي مرض عضوي .

4-اضطراب الألم الناتج عن عوامل نفسية : وهنا تشكو المريضة من ألم في أي منطقة بالجسم وبمراجعة تاريخ الحالة نجد أن العوامل النفسية لعبت دوراً إما في بدء الشعور بالألم أو في استمرار الألم أو في زيادة الشعور بالألم وإذا اكتشفنا وجود سبب عضوي للألم فإن شدة الألم ومدته تتجاوز بكثير هذا السبب العضوي .

5- توهم المرض :في هذه الحالة نجد المريضة مشغولة دائماً بفكرة المرض ولديها مخاوف دائمة من أن تكون مصابة بمرض خطير مثل السرطان أو الالتهاب الكبدي أو الإيدز ، وهي تبني هذا الاعتقادعلى أساس أعراض جسمانية تشعر بها . ويظل هذا الانشغال بفكرة المرض موجوداً رغم أن الكشف الطبي والفحوصات المعملية أكدت عدم وجود أي أمراض عضوية لدى المريضة .

وهذه المريضة تحضر إلى العيادة وهي تحمل كماً هائلاً من الوصفات الطبية والفحوصات المعملية والأشعات وتكون قد قطعت شوطاً طويلاً عند الأطباء الباطنيين وأطباء الجراحة وغيرهم من التخصصات ، إلى أن يتطوع أحدهم بعد يأسه منها فيرشدها إلى طبيب نفسي ليتخلص من الحاحها وعدم استجابتها لعلاجه . ولذلك تأتي هذه المريضة وقد تثبتت أعراضها واستتبت بسبب محاولات العلاج السابقة الفاشلة ، لذلك تكون متشككة في جدوى الكشف والعلاج النفسي وتأخذ وقتاً وجهداً لكي تتحسن .

6-اضطراب تشوه شكل الجسم :المريضة في هذه الحالة تكون مشغولة طول الوقت بفكرة وجود عيب في شكلها ، فمثلاً تشكو من أن أنفها كبير أكثر من اللازم أو أن عينيها ضيقة أكثر من اللازم ، أو أن شكلها عموماً قبيح ومنفر . وفي غالبية الحالات لا يكون هناك أي عيب حقيقي في الشكل ، وفي حالات أخرى يكون هناك عيب بسيط لا يستحق كل هذا الانشغال والقلق والشكوى من المريضة .

والمريض النفسي حين يحول معاناته النفسية إلى أعراض جسمانية فكأنه ينكرها هو شخصياً ولا يتحمل فكرة اضطرابه نفسياً ، أو يخاف من رفض المحيطين به لهذا الاضطراب ،لذلك فإن هذا التحويل إلى أعراض جسمانية يعطيه جواز مرور للحصول على الرعاية الطبية وللحصول على التعاطف ممن حوله على أساس أنه يشكو من مرض واضح تبدو أعراضه في أعضاء الجسم .

وهذه الاضطرابات غالباً يتأخر علاجها لأنها تكون اضطرابات خادعة ولذلك تضل الطريق إلى العلاج . وفي بعض الأبحاث التي أجريت في مستشفيات جامعة عين شمس وجد أن حوالي 60% من المرضى المترددين على عيادات الأمراض الباطنية ليس لديهم أي مرض عضوي وإنما هم مصابون باضطرابات نفسية جسدية الشكل ، ونظراً لإهمال تدريس الطب النفسي لطلبة كليات الطب فإن هذه الحالات لا يتم التقاطها بواسطة كثير من الأطباء ، بل هي تتعرض لفحوص كثيرة ليست مطلوبة ، وتتعرض لعلاجات دوائية متعددة تضر بالكبد والكليتين والمعدة وغيرها ولا تفيد في علاج المريضة .

وربما يكون من المناسب أن يتدرب الممارس العام والأخصائيون في التخصصات المختلفة على التعامل مع الحالات البسيطة تعاملاً مناسباً وعلمياً يضع في الاعتبار أهمية العامل النفسي والتعامل معه وبذلك يوفرون على المريضة مشقة الذهاب للطبيب النفسي وما يصاحب ذلك من خوف من وصمة المرض النفسي ، أما الحالات التي تحتاج لرعاية خاصة أو التي قاومت العلاج فيجب تحويلها بلا تردد أو إبطاء للطبيب النفسي ، مع اعتبار أن الطب النفسي والعلاج النفسي حدثت فيهم طفرات عظيمة في السنوات الأخيرة ، والدواء النفسي ليس مخدراً وليس مسبباً للإدمان والعلاج النفسي ليس دوامة ، بل هو علاج له أصوله وضوابطه وفوائده .

وحين تصل هذه المريضة إلى الطبيب النفسي فإنه يقوم بمراجعة تاريخ الحالة ومراجعة الفحوصات والعلاجات السابقة ، وحين يطمئن إلى التشخيص يحاول طمأنة المريضة وأسرتها بأن هذه الحالة لها علاج ولكنه سيختلف في طبيعته عن العلاجات السابقة وفي نفس الوقت سيغلق باب التحاليل والأشعات وسائر الفحوصات ويطلب من المريضة وأسرتها التوقف عن عادة التردد على العيادات والمستشفيات .

وفي خلال جلسات العلاج النفسي الفردي ستكتسب المريضة بصيرة بأن مرضها في الأساس يعود إلى معاناة نفسية ظهرت في شكل جسدي ، وسيساعدها المعالج على قبول معاناتها والاعتراف بها والتعبير عنها بلا خوف أو تردد ، ثم يساعدها بعد ذلك على التخفيف من هذه المعاناة باستخدام التقنيات العلاجية المختلفة .

وبعض هذه الحالات تحتاج لاستخدام بعض العقاقير وخاصة مانعات استرداد السيروتونين (SSRI) مثل الفلوكستين والسيرترالين والسيتالوبرام والفلوفوكسامين بالاضافة إلى مضادات القلق بجرعات صغيرة .

وهنا لا يصح أن نقول لأسرة المريضة بأنها سليمة تماماً وخالية من أي مرض ، فصحيح أنها سليمة من الأمراض العضوية ولكنها مريضة –فعلاً- بمرض نفسي ظهر في صورة جسدية ، وهذا التأكيد مهم حتى لا تتهم الأسرة المريضة بأنها كانت تخدعهم طوال السنوات الماضية في حين أنها خالية من المرض العضوي ، وهذا يضيف إلى المريضة معاناة فوق معاناتها.
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 647
نقاط : 1469
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 09/12/2010
العمر : 37

https://tolabo-ghaza.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى