شعر إنّي لا أَراك!
صفحة 1 من اصل 1
شعر إنّي لا أَراك!
إنّي لا أَراك!
مِن زادِ أُمِّكَ
كَم تَبَقَّى في الجِرابِ
لتَقطَعَ المَنفى وَحيداً؟
كَم تَبَقَّى مِن إلهك بَعدَ حَربِكَ
بَعدَ مَسراكَ المُعَجَّلِ
دونَ نَجمٍ
أَو دَليلٍ
أَو مَلاكْ؟
للصَّاعِدينَ عَلى طَريقِ القُدسِ
مِن عَمَّانَ
تَنثُرُ ما تَبَقَّى مِن فُتاتِ الخُبزِ
في جَيبيكَ جِسراً، أَو دَليلاً ما
فَيَسرِقُهُ الحَمامْ
لا شَيءَ بَعدُ مُهَيَّأٌ للمَوتِ مِثلَكَ
أَيُّ مأثِرَةٍ لهذا الكَونِ تَترِكُها
وَهذا الكَونُ أَعمى لا يَراكْ؟
مَن جَمَّلَ الذِكرى الحَزينَةَ
حينَ طافَت في المَدينَةِ
صَرخَةُ الحُبلى
وَصاحَتْ مِلءَ هذا الكَونِ عابِرَةٌ
بِلادُ اللهِ ضَيِّقَةٌ
عَلى طِفلٍ
يُكَلِّمُ ظِلَّهُ في المَهدِ مَسحوراً
يَتيمٌ مُنذُ أَن جَفَّتْ
عُروقُ الدَّمعِ في عَينيكَ
كَيفَ بَدا كَما لَو أَنَّ مِثَلَكَ قَدْ
يُؤذِّنُ في فُلولِ النَّاسِ
بَعدَ قِيامَةِ الأَجراسِ؟
كَيفَ بَدا كَما لَو أنَّ فَتقَ العُمرِ
يُمكِنُ أَن يُخاطَ بإبرَةِ الخَيَّاطِ؟
كَيفَ بَدا كَما لَو أنَّ هذا العُمرَ مَثقوبٌ
وَأَنَّ بوسعِكَ الإفلاتَ مِن صَوتٍ
مَداهُ صَداكْ؟
أَنا حارِسُ الوَطَنِ المُعَتَّقِ
في زُجاجاتِ النَّبيذِ
وآخِرُ الشُّهداءِ
لا اسمَ كَسائِرِ المَوتى يُعَرِّفُني
فأَعرِفُني
أُذَرِّي ما تَبَقَّى مِن فُتاتِ الخُبزِ
للدُّوريِّ فَوقَ القَبرِ
عَلَّ مَلامِحَ الدُّوريِّ تُؤنِسُني
وَراءَ المَوتِ
حينَ أَضِجُّ مِن مَوتي
وَبَعضي عاتِبٌ يَشكو
حِرابَ اللَّيلِ، والأَشواكْ
للصَّاعِدينَ عَلى طَريقِ القُدسِ
مِن عَمَّانَ
أُعلِنُ جُثَّتي وَقفاً
كِتاباً مُحكَمَ الآياتِ
كَيفَ أُحاجِجُ التَّوراةَ
والثَّوراتُ قاطِبَةٌ بِلا قَرنينِ؟
كَيفَ أُبايِعُ التابوتَ
والتَّاريخُ لا يَكفي لملءِ الوَقتِ؟
أَيُّ غَريبَةٍ سَرَقَتكَ؟
أَيُّ غَريبَةٍ وَقَفَت وَراءَ البابِ
ذابَتْ في الهَوى الكذَّابِ
أَيُّ غَريبَةٍ ظَلَّتْ تُرَمِّمُ جُرحَها الأَزَليَّ
تَرنو للمَدى المَحروقِ باكِيَةً
عَلى الشبَّاكْ ؟
أَنا بائِعُ الأَحلامِ للمَوتى
أَزيدُ كآبَةَ الأَقدارِ
أَنحَتُ مِن نَوى الزَّيتونِ أَحداقاً
لملءِ العَينِ
أَنفُخُ في غُبارِ العَظمِ مِن وَجَعي
فَيَنهَضُ واقِفاً
لي غارُ ثَوري
هِجرَتي مَع صاحِبي
قَصَّاصُ آثارٍ خَبيثٍ ضامِرٍ
مَع ثُلَّةٍ مِن أَهلِ مَكَّةَ شاهِرينَ رَغيفَهُم
لي غُربَتي
وَتَوَحُّدي
لي زَلَّتي
ما لَم أَشأ مِن عِلَّتي
لي عَنكَبوتٌ حائِرٌ
وَحَمامَةٌ
لي غَيمَةٌ في دَربِ بُصرى ظَلَّلَتني
فيءُ يَثرِبَ كُلُّهُ
لي حِصَّةٌ مِن لَحمِ أُمّي
كُلَّما ثارَ الدُّخانُ
وَأَولَمَت بَعضُ القَبائلِ
كَي تُغَطِّي سَوءَةً
لي كُلُّ شَيءٍ في النُّبوَّةِ
غَيرَ أَنّي لاجىءٌ
في كُلِّ أَرضٍ صابىءٌ
وإذا رَقَصتُ مُكابِراً
كَحَمامَةٍ مَذبوحَةٍ
وَصَرَختُ مِن فَرطِ الأَسى :
أُمّي فِلَسطينيَّةٌ
قالوا: غَريبٌ، ناكِرٌ
حَتّى فِلَسطينيَّتي مَمنوعَةٌ
صارَتْ بِلادي تُهمَةً
وَنُبوَّتي مَمهورَةً
بالكُفرِ، والإشراكْ
يا صاحِبي مَهلاً فإنِّي لا أَراكْ
مَهلاً فإنّي لَم أَزَلْ
أَجترُّ مِن وَجَعي حَريقاً في مَداكْ
يا صاحِبي
مَن تَمَّمَ المَنفى سِواكْ؟
مَن جَمَّلَ المَنفى سِواكْ؟
مَن تَمَّمَ المَنفى سِواكْ؟
مَن جَمَّلَ المَنفى سِواكْ؟
مِن زادِ أُمِّكَ
كَم تَبَقَّى في الجِرابِ
لتَقطَعَ المَنفى وَحيداً؟
كَم تَبَقَّى مِن إلهك بَعدَ حَربِكَ
بَعدَ مَسراكَ المُعَجَّلِ
دونَ نَجمٍ
أَو دَليلٍ
أَو مَلاكْ؟
للصَّاعِدينَ عَلى طَريقِ القُدسِ
مِن عَمَّانَ
تَنثُرُ ما تَبَقَّى مِن فُتاتِ الخُبزِ
في جَيبيكَ جِسراً، أَو دَليلاً ما
فَيَسرِقُهُ الحَمامْ
لا شَيءَ بَعدُ مُهَيَّأٌ للمَوتِ مِثلَكَ
أَيُّ مأثِرَةٍ لهذا الكَونِ تَترِكُها
وَهذا الكَونُ أَعمى لا يَراكْ؟
مَن جَمَّلَ الذِكرى الحَزينَةَ
حينَ طافَت في المَدينَةِ
صَرخَةُ الحُبلى
وَصاحَتْ مِلءَ هذا الكَونِ عابِرَةٌ
بِلادُ اللهِ ضَيِّقَةٌ
عَلى طِفلٍ
يُكَلِّمُ ظِلَّهُ في المَهدِ مَسحوراً
يَتيمٌ مُنذُ أَن جَفَّتْ
عُروقُ الدَّمعِ في عَينيكَ
كَيفَ بَدا كَما لَو أَنَّ مِثَلَكَ قَدْ
يُؤذِّنُ في فُلولِ النَّاسِ
بَعدَ قِيامَةِ الأَجراسِ؟
كَيفَ بَدا كَما لَو أنَّ فَتقَ العُمرِ
يُمكِنُ أَن يُخاطَ بإبرَةِ الخَيَّاطِ؟
كَيفَ بَدا كَما لَو أنَّ هذا العُمرَ مَثقوبٌ
وَأَنَّ بوسعِكَ الإفلاتَ مِن صَوتٍ
مَداهُ صَداكْ؟
أَنا حارِسُ الوَطَنِ المُعَتَّقِ
في زُجاجاتِ النَّبيذِ
وآخِرُ الشُّهداءِ
لا اسمَ كَسائِرِ المَوتى يُعَرِّفُني
فأَعرِفُني
أُذَرِّي ما تَبَقَّى مِن فُتاتِ الخُبزِ
للدُّوريِّ فَوقَ القَبرِ
عَلَّ مَلامِحَ الدُّوريِّ تُؤنِسُني
وَراءَ المَوتِ
حينَ أَضِجُّ مِن مَوتي
وَبَعضي عاتِبٌ يَشكو
حِرابَ اللَّيلِ، والأَشواكْ
للصَّاعِدينَ عَلى طَريقِ القُدسِ
مِن عَمَّانَ
أُعلِنُ جُثَّتي وَقفاً
كِتاباً مُحكَمَ الآياتِ
كَيفَ أُحاجِجُ التَّوراةَ
والثَّوراتُ قاطِبَةٌ بِلا قَرنينِ؟
كَيفَ أُبايِعُ التابوتَ
والتَّاريخُ لا يَكفي لملءِ الوَقتِ؟
أَيُّ غَريبَةٍ سَرَقَتكَ؟
أَيُّ غَريبَةٍ وَقَفَت وَراءَ البابِ
ذابَتْ في الهَوى الكذَّابِ
أَيُّ غَريبَةٍ ظَلَّتْ تُرَمِّمُ جُرحَها الأَزَليَّ
تَرنو للمَدى المَحروقِ باكِيَةً
عَلى الشبَّاكْ ؟
أَنا بائِعُ الأَحلامِ للمَوتى
أَزيدُ كآبَةَ الأَقدارِ
أَنحَتُ مِن نَوى الزَّيتونِ أَحداقاً
لملءِ العَينِ
أَنفُخُ في غُبارِ العَظمِ مِن وَجَعي
فَيَنهَضُ واقِفاً
لي غارُ ثَوري
هِجرَتي مَع صاحِبي
قَصَّاصُ آثارٍ خَبيثٍ ضامِرٍ
مَع ثُلَّةٍ مِن أَهلِ مَكَّةَ شاهِرينَ رَغيفَهُم
لي غُربَتي
وَتَوَحُّدي
لي زَلَّتي
ما لَم أَشأ مِن عِلَّتي
لي عَنكَبوتٌ حائِرٌ
وَحَمامَةٌ
لي غَيمَةٌ في دَربِ بُصرى ظَلَّلَتني
فيءُ يَثرِبَ كُلُّهُ
لي حِصَّةٌ مِن لَحمِ أُمّي
كُلَّما ثارَ الدُّخانُ
وَأَولَمَت بَعضُ القَبائلِ
كَي تُغَطِّي سَوءَةً
لي كُلُّ شَيءٍ في النُّبوَّةِ
غَيرَ أَنّي لاجىءٌ
في كُلِّ أَرضٍ صابىءٌ
وإذا رَقَصتُ مُكابِراً
كَحَمامَةٍ مَذبوحَةٍ
وَصَرَختُ مِن فَرطِ الأَسى :
أُمّي فِلَسطينيَّةٌ
قالوا: غَريبٌ، ناكِرٌ
حَتّى فِلَسطينيَّتي مَمنوعَةٌ
صارَتْ بِلادي تُهمَةً
وَنُبوَّتي مَمهورَةً
بالكُفرِ، والإشراكْ
يا صاحِبي مَهلاً فإنِّي لا أَراكْ
مَهلاً فإنّي لَم أَزَلْ
أَجترُّ مِن وَجَعي حَريقاً في مَداكْ
يا صاحِبي
مَن تَمَّمَ المَنفى سِواكْ؟
مَن جَمَّلَ المَنفى سِواكْ؟
مَن تَمَّمَ المَنفى سِواكْ؟
مَن جَمَّلَ المَنفى سِواكْ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى