عبقريّ الفيزياء، والمدرسة

عبقريّ الفيزياء، والمدرسة

وجد
اينشتاين في المدرسة صعوبة في التأقلم مع الأطفال، فقد كان طفلا انطوائيا،
خجولا جدًا، كثير الصمت والتأمل، ولا يلعب ويلهو مع أقرانِه.

أما
على المستوى الدراسي، فقد كان اينشتاين يقرأ ويتكلم ببطئ شديد، كما كان
يعاني من صعوبة الفهم والاستيعاب، فلم يُبد أي تفوق دراسي، الشيء الذي جعله
يرسب في مادة الرياضيات أكثر من مرة.

كره أينشتاين المدرسة ونظامها
الصّارم، وفكر أكثر من مرة في ترك الدراسة، وتزامن هذا مع تكرار خسائر
المصنع الذي أنشأه أبوه، فاضطرّت العائلة إلى الانتقال إلى مدينة ميلانو
الإيطالية، وكانت هذه الفرصة لاينشتاين للانسحاب من المدرسة في ميونخ
والالتحاق بأبويه بإيطاليا.

ولم تمضي إلا سنة واحدة حتى انتقل
لسويسرا لينهي دراسته الثانوية، وتقدم بعد ذلك للمعهد الثقافي السويسري
وهناك أحب اينشتاين طرق التعليم فأبدى اهتمامًا وشغفًا كبيرا بالتعلم،
ومقدرة على إدراك المفاهيم الرياضية والفيزيائية، وأصبح مجتهدا فيها، لكنه
كان ضعيفا في المواد الأخرى.

بعد التّخرُج من الجامعة أراد أينشتاين
أن يصبح أستاذًا، لكنه لم يوفق في ذلك وبقي عاطلًا لمدة سنة، وبصعوبة
استطاع الحصول على وظيفة متواضعة في مكتب تسجيل براءات الإختراع السويسري
سنة 1902م، ومكّنه هذا العمل من الإستقرار وتكوين أسرة صغيرة، وأيضا الحصول
على الجنسية السويسرية.

من أقواله:
إنها لمعجزة أن ينجو الفضول من التعليم الرسمي.
أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال.
الثقافة هي ما يبقى بعد أن تنسى كل ما تعلمته في المدرسة.
العلم شيءٌ رائعٌ إذا لم تكن تعتاش منه
كل ما هو عظيم وملهم صنعه إنسان عَمِلَ بحرية.
لا تقلق من العوائق التي تواجهك في الرياضيات، فأنا أؤكّد لك أن عوائقي أكبر بكثير.